شهادة عيان على مشاركة علي بوسحابة في ثورة التحرير الجزائرية 1954 – 1962
يعتبر الشهيد بوسحابة علي بن لعروسي بن خليفة وابن قرمية لعلمي بن بلقاسم، المولود بخنشلة سنة 1931م من الطلبة النجباء الذين استجابوا لنداء الثورة وتركوا مقاعد الدراسة يوم 19 ماي 5619 والتحقوا بجيش التحرير الوطني الجزائري لتحرير الوطن من الاحتلال الفرنسي.
وبالنسبة للمجموعة التي كنت بها وعددها 24 جنديا، فإننا تجندنا بتونس (العاصمة) في مكتب التجنيد الذي كان يشرف عليه المجاهد أرزقي بوزيدة. وفي الفترة الممتدة من 15 جويلية إلى 15 ديسمبر 1956 تدربنا جميعا بمركز لجيش التحرير الوطني تم إعداده خصيصا لتكوين وتدريب الجنود في علم التمريض وذلك نظرا لحاجة الجيش الماسة إلى ممرضين لمعالجة جنوده. وقد أشرف على تدريبنا يوميا في الزاوية البكرية ( ناحية السويقة ) المجاهدون الآتية أسماؤهم:
الدكتور محمد الصغير نقاش، مدير الصحة بقيادة الأركان ( غار الدماء بتونس ) وهو من مواليد أولاد ميمون،ولاية تلمسان يوم 16 أفريل 1918، ونال شهادة الدكتور في الطب من جامعة تولوز الفرنسية سنة 1949، وتوفي يوم السبت 19/05/2010 عن عمر يناهز 92 سنة.
- الطيب بوحوش ( من مواليد سوق أهراس) المتخصص في التمريض.
- محمد، المتخصص في المورس أو الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وعند انتهاء فترة التدريب، قررت قيادة جيش التحرير إرسالنا إلى الحدود الجزائرية التونسية. فريق غار الدماء كان يقوده الطاهر بن معوش ( قسنطينة ) وفريق توزر كان يقوده علي بوسحابة. وقد جاءنا من توزر مجاهد اسمه عبد الكريم، وقادنا إلى مدينة توزر حيث يوجد مستشفى جيش التحرير، وبه 14 جنديا وجدناهم هناك. وقد كانت فرقة الممرضين العسكريين تتشكل من المجاهدين الآتية أسماؤهم:
1) علي بوسحابة (من خنشلة) مديرا للمستشفى.
2) عمار بوحوش (من الميلية) نائبه.
3) عمار الباز (من تاكسانا) مسؤول فريق نقل الجنود.
4) عبد الحميد بن عتيق (من الميلية) معاون مسؤول فريق نقل الجنود.
وفي يوم 15 جانفي 1957، زارنا ضابط كبير من الولاية الأولى اسمه الحاج لخضر وتناقش معنا في كيفية العمل بالمستشفى ثم طلب مني الذهاب إلى الرديف (أين يوجد الطالب بلعربي) وتسليم 6000 فرنك إلى 06 جنود متواجدين هناك.
وفي النصف الثاني من شهر جانفي 1957، أرسلني سي علي بوسحابة إلى تونس (العاصمة) لجلب الأدوية كالمعتاد، لكن الخلاف الذي نشب بين فرقة جيش التحرير التي كان يقودها الطالب بلعربي (بجنوب تونس) وقيادة أركان الجيش التي كان يقودها كريم بلقاسم، نتج عنه التحاق جماعتنا بقوات جيش التحرير في داخل الجزائر.
وفي هذا الإطار عاد سي علي بوسحابة رفقة مجموعة متكونة من 57 عنصرا، وتعرضت تلك المجموعة إلى قصف شديد من طرف طائرات العدو الفرنسي واستشهد سي علي بوسحابة يوم 17 فيفري 1957 في منطقة شيشار الموجودة بولاية خنشلة. وبعد التعرف على هوية علي بوسحابة من طرف السلطات الفرنسية من خلال الوثائق الموجودة معه، تعرضت عائلته للتعذيب والطرد من المنزل الذي يسكنه.
أما بالنسبة لنائبه عمار بوحوش، فقد أرسلته جبهة التحرير إلى الخارج في إطار برنامج: تكوين وإعداد إطارات الثورة للمستقبل وذلك بالنسبة للمجاهدين الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة، ونال شهادة الدكتوراه من جامعة ميزوري بالولايات المتحدة الامريكية، وهو الآن أستاذ ورئيس تخصص في جامعة الجزائر (3). رحم الله سي عي بوسحابة وجميع شهداء الجزائر.