مراجعة سريعة لمذكرات لخضر بن طوبال
بقلم الأستاذ
د. عمار بوحوش
المجاهد لخضر بن طوبال (1923 – 2010 م) من أبرز الشخصيات المساهمة في تحرير الوطن من القوة الفرنسية الغاشمة. لقد كان عضوا في لجنة 22 التي فجرت الثورة في عام 1954. كما أنه كان من الشخصيات التي شاركت في مفاوضات إفيان وينتمي إلى B3، أو بلقاسم كريم وبوصوف عبد الحفيظ وبن طوبال لخضر. وبطبيعة الحال، فقد كان من الشخصيات المهيمنة على قرارات المجلس الوطني للثورة ووزيرا للداخلية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
نحن في ثورة التحرير نفتخر بشجاعة لخضر بن طوبال وبتصميمه على كتابة مذكراته التي سردها على المؤرخ دحو جربال في الفترة الممتدة من 1980 إلى غاية 1985، وتم نشرها أخيرا من طرف إدارة الشهاب للنشر والتوزيع في سنتي 2021 و2022 في جزئين. الجزء الأول يتعلق بنضاله في حزب الشعب ويتطرق فيه إلى خطط هذا الحزب لتحرير الوطن ونيل الاستقلال الوطني. أما الجزء الثاني، فإنه يشتمل على جميع مراحل سير الثورة الجزائرية حيث يبرز فيه الصراعات الداخلية في جبهة التحرير والنجاح في نهاية الأمر، في تحرير الجزائر من الهيمنة الفرنسية.
ثورة التحرير الشاملة ضد القيادة الفردية
إن المتصفح لمذكرات لخضر بن طوبال سيلاحظ من أول وهلة أن هذا القايد الثوري كان عنده تصور واضح لنجاح ثورة التحرير. فقد أكد بصدق وواقعية أن جماعة المنظمة السرية والمناضلون اليساريون في حزب انتصار الحركة الوطنية تعهدوا بإبعاد الزعامة الفردية وارتباط الثورة بشخص واحد لأن الزعامة الفردية كانت متمسكة بفكرة تحرير الجزائر عن طريق الانتخابات الشعبية المزورة، ثم إن القضاء على زعيم الثورة سيعني القضاء على الثورة. ولهذا، يرى السيد لخضر بن طوبال، أن النجاح الأول للثورة كان يتجسد في إبعاد مصالي الحاج والمركزيين من القيادة، وانطلاق الثورة على أساس قيادة جماعية وطنية، أي إن الثورة تشمل جميع أنحاء الوطن وليس منطقة معينة. لقد دأبت فرنسا أن تقضي على الانتفاضات الشعبية بسهولة تامة وتقضي على كل زعيم يترأس تلك الانتفاضة. ولهذا، ففي الوقت الذي ركزت فيه فرنسا على إخماد الثورة في الأوراس في صيف 1955، بادر قادة الثورة بفك الحصار عن الأوراس ومهاجمة الجيوش الفرنسية في ولاية سكيكدة ومناطق أخرى من الوطن. وبذلك تم إحباط استراتيجية الجيش الفرنسي بحيث أنه وجد نفسه مشتتا ولا يعرف أين يحارب وينجح، كما جرت العادة في السابق. وحسب ما قاله لخضر بن طوبال، فإن قادة الولاية الثانية قد استجابوا بسرعة لنداء بشير الشيحاني الذي كان قد طالب زملاء في الكفاح من أجل فك الحصار عن الأوراس وتشتيت قوات الاحتلال.
ولعل أكبر ميزة تتمير به مذكرات لخضر بن طوبال، أنه كشف عن خطة فرنسا وبالتحديد خطة جاك سوستيل، الرامية لاستدراج قادة الأحزاب الأخرى للتفاوض مع فرنسا وعزل قادة جبهة التحرير عن الشعب. لكن هذه الخطة الجهنمية تصدى لها رجال الثورة التحريرية، وقاموا بالاتصال بجميع الأحزاب الأخرى وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأقنعوهم بضرورة الانصهار في جبهة التحرير والمشاركة مع الثوريين في العمل الجماعي. وفعلا فقد نجح عبان رمضان في ضم جميع المنظمات السياسية داخل الجزائر.
وفي رأي لخضر بن طوبال، أن نجاح الثورة يتطلب تمويل عملياتها التحريرية، بالمال والسلاح وتدعيم المؤسسات والهياكل الإدارية للثورة في جميع المناطق. ولهذا قرر قادة الثورة فرض ضرائب على العقار، وتعيين قادة خلايا الثورة لجمع الأموال والاشتراكات المقررة على المواطنين.
كما اعترف لخضر بن طوبال بأن جبهة التحرير في منطقة قسنطينة قد أصدرت أحكاما بالإعدام على قيادات بارزة كانت تتعاون مع فرنسا، ومنها من تم اغتياله يوم 20 أوت 1955، مثل علاوه عباس، ومنهم من هرب أو نجا من الإعدام بأعجوبة مثل بلحاج سعيد، وبن الشيخ الحسين. وأكد بن طوبال بأن موجة اغتيال الشخصيات السياسية جاء بناء على اعتبارهم أعضاء في المجلس البلدي الموالي لفرنسا.
وبالنسبة لمؤتمر الصومام، تكلم بن طوبال عن ضرورة انعقاده لإقامة هياكل الثورة الجزائرية وإنشاء المجلس الوطني للثورة وإعادة بناء السلطة التنفيذية لثورة التحرير. وفي شهر أوت 1956 تم عقد المؤتمر الذي ترأسه كريم بلقاسم ومقرره عبان رمضان ولعب لخضر بن طوبال فيه دورا حاسما. وللأسف الشديد لم يكن في الإمكان حضور الوفود المتواجدة بالخارج بسبب صعوبة اختراق الحدود والاسلاك الشائكة بها. واثناء المؤتمر وقعت مشاجرات وخلافات بين الجماعة المؤيدة لفكرة أولوية السياسي على العسكري لقيادة الثورة، وتم الاتفاق في الأخير على أن الثورة يقودها رجال الداخل وليس الخارج. وتعقدت الأمور عندما تم اقتراح أعضاء جدد في لجنة التنسيق والتنفيذ الجديدة حيث اقترح بن مهيدي إقحام المركزيين في حزب الشعب وقادة حزب البيان وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في لجنة التنفيذ الجديدة، وذلك بقصد خلق التوازن بين جميع الجمعيات والأحزاب التي انضمت إلى جبهة التحرير. إلا أن بن طوبال وزيغود يوسف عارضا هذا التوجه بدون جدوى. وبطبيعة الحال، فإن عبان رمضان كان هو المهندس لتوحيد جميع الفئات التي شاركت في الثورة.
التخوف من دكتارية عبان رمضان
يرى بن طوبال أنه نتيجة لقرارات مؤتمر الصومام أصبح عبان رمضان هو الذي يفرض قراراته الفردية على الجميع. وحسب رأي بن طوبال، فإن عبان رمضان قد قرر بمفرده محاربة الجيش الفرنسي وعدم التفاوض مع فرنسا قبل أن تعترف هذه الأخيرة باستقلال الجزائر. وهذا القرار أزعج قادة الثورة الذين يخالفونه الرأي، الذين اعتبروا هذا القرار ضد قيادة الثورة وليس فرنسا (ص 16، الجزء الثاني). وبسرعة فائقة، اقترح بن طوبال على كريم بلقاسم وعبد الحفيظ بوصوف عقد اجتماع، حضره هواري بومدين القادم من المغرب. وعندما استفسر بن طوبال عن وجود بومدين في الاجتماع وحضوره لأول مرة في الاجتماع المناوئ لعبان رمضان الذي انفرد باتخاذ القرارات بدون مشاورة أي أحد، أجاب بوصوف بأن بومدين تم استدعاءه للاجتماع جاء بناء على طلبه وبأنه سيعينه رئيسا للولاية الخامسة لكي يخلفه في هذا المنصب.
المهم أن عبان رمضان قد تم استدعاءه من طرف القادة الأوائل للثورة، كريم، بوصوف، بن طوبال، للمثول أمامهم وتوضيح دواعي القرارات الفردية التي كان يتخذها في لجنة التنسيق والتنفيذ السابقة، والثانية، بعد مؤتمر الصومام. غير أنه رفض الامتثال أمام اللجنة واتهم بن طوبال وبوصوف وكريم بأن قرارهم الخاص بمناقشة عمله في لجنة التنسيق والتنفيذ غير شرعي. وهنا اضطر الزعماء الثلاثة للثورة إلى دعوة مجلس أعضاء الثورة الجزائرية إلى الإجماع واتخاذ قرار موحد ضد سلوك عبان رمضان. وبعد وساطات عديدة استطاع الزعماء الأوائل لللثورة أن يغيروا تشكيلة لجنة التنسيق والتنفيذ، ويتم بذلك تقليص نفوذ عبان رمضان في لجنة التنسيق والتنفيذ التي كان معظم أعضائها يساندون عبان رمضان وهم من أنصاره. وعليه، تشكلت لجنة التنسيق والتنفيذ الجديدة من القادة في مختلف المنظمات وصارت متوازنة وقراراتها جماعية. فقد تشكلت لجنة التنسيق والتنفيذ الجديدة من القادة الآتية أسماؤهم (جزء 2، ص 22):
فرحات عباس………………………………. مسؤول عن الإعلام
كريم بلقاسم…………. مسؤول عن المسائل العسكرية والقوات المسلحة
عمر أوعمران………………………………. مسؤول عن التسليح
عبد الحفيظ بوصوف……………………… مسؤول عن المخابرات
لمين دباغين…………………………. مسؤول عن الشؤون الدولية
لخضر بن طوبال مسؤول عن التنظيم (فدرالية فرنسا وبقية فدراليات الجبهة في تونس والمغرب)
محمود الشريف……………………….. مسؤول عن الشؤون المالية
عبد الحميد مهري…………………. مسؤول عن الشؤون الاجتماعية
عبان رمضان……………. مسؤول عن جريدة المجاهد واتحاد العمال
إلا أن نقل المسؤولية الجماعية إلى لجنة التنسيق والتنفيذ الجديدة لم يكن كافيا لتهدئة الأوضاع لأن عبان رمضان واصل مناوراته في كتابة مقالات عنيفة في جريدة المجاهد التي كان يشرف عليها. وقد نصحه بن طوبال بتخفيف لهجته في جريدة المجاهد، لكن عبان أظهر امتعاضه ولم يسمع له. والغريب في الأمر أن عبان هدد محمد يزيد بإيقافه عن العمل في نيويورك، والجزائريون في المغرب أظهروا تعلقهم الشديد بعبان رمضان وعرقلة عمل رجال المخابرات التابعة لبوصوف في ذلك البلد.
وحسب شهادة بن طوبال، فإن عبان رمضان كان مناوئا لكريم بلقاسم ويتهجم عليه بعنف في كل مرة يلتقيان، والسبب أن عبان رمضان كان متضايقا من السياسة التي ينتهجها كريم بلقاسم حيث قام بتعيين مولود ايدير رئيسا لديوانه، وهو ضابط سابق في الجيش الفرنسي وانضم إلى الثورة يوم 15 سبتمبر 1956. كما استاء عبان من تعيين محمود الشريف رئيسا للولاية الأولى، وهو ضابط سابق في الجيش الفرنسي. وفي رأي عبان رمضان، أنه لا ينبغي تعيين الضباط الذين خدموا في الجيش الفرنسي في أي منصب في الثورة الجزائرية لأنهم يشكلون خطرا على ثورة التحرير وينقلون أسرار الثورة إلى العدو. أما كريم بلقاسم فقد ارتأى الاستعانة بالضباط السابقين في الجيش الفرنسي كتقنيين تستفيد الثورة من كفاءتهم وخبرتهم في التدريب والتكوين.
وحسب رأي لخضر بن طوبال، فإن تصرفات عبان رمضان قد أثرت سلبيا على الجيش الجزائري وخاصة عندما استعان بشخصيات مرموقة في الأوراس لإبعاد محمود الشريف من القيادة. كما طلب من لخضر بن طوبال معاونته على التخلص من عبد الحفيظ بوصوف، ثم إنه استمر في عناده، وهاجم القادة العسكريين بحيث يصير هو المتحكم في قيادة الثورة الجزائرية.
ولهذه الأسباب قرر القادة العسكريون في اجتماع لهم في إطار لجنة التنسيق والتنفيذ، معاقبة عبان رمضان وإرساله في مهمة إلى المغرب لحل بعض الخلافات بين الحكومة المغربية وقادة الثورة الجزائرية. والسبب في اختيار المغرب هو أن عبان رمضان ليس له أنصار هناك والمخابرات العسكرية التي يشرف عليها بوصوف هي المتحكمة في زمام الأمور. وحسب شهادة بن طوبال، فإن قادة الثورة كانوا موافقون على معاقبة عبان رمضان وإبعاده إلى المغرب بسبب تعنته وإصراره على تزعم الثورة. ويستخلص من شهادة بن طوبال بأن الأعضاء البارزين في قيادة الثورة قد وافقوا على تسليط أشد العقوبات على عبان رمضان ومنهم: كريم بلقسام، محمود الشريف، عبد الحفيظ بوصوف، محمدي السعيد، عمر أوعمران. إلا أن بن طوبال اشترط على زملائه تقديمه للعدالة.
تشكيل الحكومة المؤقتة في الخارج
في البداية، ينبغي أن نشير إلى أن الحكومة المؤقتة تم تشكيلها بقصد توحيد الصفوف وتسيير الشؤون المالية والدبلوماسية. فهي لا تتحكم في جيش التحرير وخوض المعارك المسلحة لتحرير الجزائر. وأكد بن طوبال أن الهدف الرئيسي لتشكيل الحكومة المؤقتة هو إقامة وحدة مغاربية والتعاون بين الحكومات المغاربية وليس بين الأحزاب التقليدية. ثم إن وجود زعيم للحكومة سيسهل المفاوضات بين الجزائر وفرنسا. واعترف بن طوبال أن اقتراح فرحات عباس كرئيس للحكومة جاء من عنده ومن عبد الحفيظ بوصوف، لأنهما اتفقا على حرمان كريم بلقاسم من الانفراد بالسلطة.
وفي اجتماع العقداء العشرة، تقرر تعيين قيادة أركان جديدة للجيش، وتوحيده. وبناء على اقتراح من بن طوبال، تقرر تعيين هواري بومدين رئيسا لأركان الجيش الوطني. وميزة بومدين أنه اعتمد على عناصر عسكرية جديدة تمكنت بسرعة من تقوية جيش الحدود في تونس والمغرب. كما أن بومدين كان يحظى بتأييد وثقة أعضاء اللجنة الوزارية للحرب التي كانت تتكون من كريم، بوصوف وبن طوبال. وقد اعتمد بومدين في إعادة تنظيم الجيش على شخصيات مرموقة مثل علي منجلى وقايد أحمد.
المشكل في رأي بن طوبال أن قيادة الأركان صارت قوية بعد إعادة تنظيم صفوف جيش الحدود، وبدأت تلوم الحكومة المؤقتة على عدم تزويدها بالمال والسلاح، ثم أن الحكومة بدورها تلوم القادة الثلاثة (بوصوف، بن طوبال وبلقاسم كريم) أو B3 الذين شكلوا اللجنة الوزارية للحرب (C.I.G) بحيث أنهم صاروا هم الذين بيدهم النفوذ. ويرى بن طوبال أن المشكل يكمن في الأساس في زيادة نفوذ ضباط فرنسا في قيادة الأركان التي يقودها بومدين. وعليه، فإن جيش الحدود أصبح سلطة نافذة ومن الصعب التحكم فيه، وادعى بن طوبال أن قيادة الأركان صارت تفكر في إنشاء مكتب سياسي على مستواها بحيث يتولى هذا المكتب فرض نفسه على الحكومة المؤقتة. ولحل هذا الإشكال اقترح بن طوبال تغيير الحكومة الضعيفة وتعويضها بحكومة جديدة يرأسها بن يوسف بن خدة.
وبمجرد تعيينه رئيسا للحكومة، بعد موافقة B3، ذهب بن خدة إلى غارديماو، واجتمع بقيادة الأركان وطلب منهم مساعدته على التخلص من B3، وبذلك سيكون بإمكان الحكومة الجديدة القيام بمهامها على أحسن وجه.
والشيء المثير في مذكرات لخضر بن طوبال، أن بن يوسف بن خدة بعد تشكيله للحكومة، بدأ في تشكيل فريق سياسي جديد يتكون من مؤيديه في حزب الشعب وهم: بن يوسف بن خدة، سعد دحلب ومحمد يزيد وهذ التصرف خلق مشكلة في الحكومة.
وكيفما كان الحال، فإن بن طوبال يعترف بأن حب الجزائريين لوطنهم قد وحدهم ودفعهم لتشكيل وفد للتفاوض مع فرنسا، يتكون من العسكريين ومن الحكومة المؤقتة ومن القادة الأربعة المسجونين الذين كانت قيادة الأركان تستشيرهم وتبعث إليهم مبعوثها الخاص عبد العزيز بوتفليقة.
وخلاصة القول، أن لخضر بن طوبال شارك في جميع مراحل الثورة، وهاجم كل المناضلين الذين كانوا يناضلون خارج حزب الشعب، ولم يكن منصفا للنخب التي توحدت وخاضت ثورة التحرير حتى النهاية. فقد تهجم على فرحات عباس واتهمه بأنه كان ينوي التخلي عن الصحراء في المفاوضات مع فرنسا، واتهم بن بلة بأنه كان يلهث وراء منصب رئاسة الدولة، وقال عن خيضر بأنه مهرج وليس سياسي محنك، وزعم أن العقيد عميروش اضطهد المثقفين. أما قادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فقد لامهم على انحيازهم لعبان رمضان وعدم تبنيهم فكرة الحصول على الاستقلال التام، وحاول بجميع الوسائل طرد إبراهيم مزهودي من جميع المناصب التي تقلدها لأنه ينتمي إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
الخلاصة
إنه منذ اليوم الذي التقى فيه بعبد الحفيظ بوصوف يوم 3 جوان 1957، وهو يتعاون معه في العمل من أجل المحافظة على وحدة الصف في الثورة وقيادة الجزائر إلى بر الأمان. لقد كان من العقداء العشرة الذين اجتمعوا في جانفي 1960 واقترحوا تعيين هواري بومدين رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي. وميزته أنه كان يحلم ليس بتحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي فقط وإنما كان يحلم بقيام ثورة اجتماعية وإصلاحات زراعية بحيث تنال الفئات الاجتماعية الضعيفة حقها من العدالة الاجتماعية بعد تحرير البلاد من الهيمنة الاستعمارية.
بعد الاستقلال رفض أن يترشح لمنصب في المجلس الوطني التأسيسي ورفض توريط نفسه في النزاع بين الحكومة المؤقتة وجيش الحدود وابتعد عن خوض أية معركة سياسية. وتقديرا لمواقفه الثورية، عينه الرئيس بومدين في عام 1966 رئيسا لمجلس الشركة الوطنية للحديد والصلب (SNS)، وعند وفاته سنة 2010 تم دفنه بمقبرة العالية وهو معزز مكرم، رحمة الله عليه.